Myspace Rainbow Text - http://www.myrainbowtext.com

هذا الديوان شباب التحرير وثورة التغيير شعر : سامية الصعيدي


هذا الديوان
شباب التحرير وثورة التغيير
شعر : سامية الصعيدي

بقلم: الناقـد أمين مرسي
عضو اتحاد كُتـّاب مِصـــر وكُتـّـاب آســـيا وأفـريـقـيـا

هذا الديوان(شباب التغيير وثورة التحرير) للشاعرة (سامية الصعيدي) يؤرخ ويوثق ثورة 25 يناير 2011 في مصر, ولاتنعزل في الديوان الذات الفردية عن الذات الجمعية وتتحول إلى عالم متفرد, ومن الطبعي ظهور أحاسيس انفعالية كبيرة, تغري المتلقي بالعيش في نفس التجربة الانفعالية التي عاشتها شاعرتنا.
ومن هنا كانت الكثافة الدلالية للرباعيات عنصرا فاعلا في نصوصها الشعرية- وحين تتدخل شاعرتنا في وعي الشخصيات التي تتحدث عنها الرباعيات فهي تعرض تجربة الآخر, وليس تجربة الذات.
 كما أنها لا تتعالى على الواقع؛ بل تقوم بتفكيك هذا الواقع وإعادة تركيبه في رباعيات شعرية فيها غنائية صوتية عالية, تفرضها طبيعة الوزن, والقافية, بالإضافة إلى دور القافية في التأكيد على طبيعة الإيقاع النفسي للتجربة.
ولما كان الشعر لا يخلو من الإحالة ويحل فيه أفق الانتظار التخيلي محل أفق الانتظار المرجعي الكفيل بتفعيل التأويل, والذي يعدّ خاصية إبداعية لازمة لجنس الشعر تميزه عن المرجع الواقعي, وتتيح بذلك السياق الشعري بزمنه الخاص, فإن المتلقي ينتقل بذلك من الوَحدة المعجمية ذات المعنى الحرفي إلى الوحدة المعجمية ذات المعنى التصويري, أي من الدلالة المرجعية إلى الدلالة التخيلية بحسب (وليم راي) صاحب كتاب: (المعنى الأدبيمن الظاهراتية إلى التفكيكية) الذي ترجمه (يوئيل يوسف عزيز), والصادر عن دار المأمون في بغداد عام 1987م,ص42.
إن اللغة الشعرية إلى جانب وظائفها الأساس المتمثلة في الوظيفة الانحرافية, والعاطفية (الانفعالية), والاسترجاعية (التناص) لها وظيفة أخرى هي (نفي) النقيض المقابل, وتلك الوظيفة الأخيرة من السمات الفارقة في الدلالة على اللغة الشعرية باعتبارها القانون العام الذي يحكم تلك اللغة.
إن رباعيات شاعرتنا تؤكد أن لديها القدرة على  توصيل المعنى بسهولة ويسر إلى المتلقي.
ونظرا لأن الأشياء داخل الرباعيات تطرح كدوال, فإن اللغة الشعرية تؤكد على العَلاقات السياقية الناتجة عن تجاور الكلمات, ومن هنا فالسياق الشعري للغة الرباعيات ليس مجموع مكوناته, لكنه نتاج العَلاقة بين هذه المكونات.
والشعر في هذا الديوان صافي الديباجة, كثير الطلاوة والرونق, والمحاسن, واللطائف, حسن المطالع والمقاطع. قد راقني حتى شاقني, فهو مع قرب لفظه بعيد المرام, والمعروف بين الأدباء أن فاكهة الكلام أطيب من فاكهة الطعام.
وقد أخذت شاعرتنا برقاب القوافي في شعر حسن السبك, محكم الرصف, بديع الوصف, يترقق فيه ماء الطبع, ويرتفع له حجاب القلب والسمع.
لقد أجادت شاعرتنا التشبيه في ديوانها, وكشفت عن وجوه الإبداع, وضروب الإختراع, وقد قدمت لشعرها بمقدمة أيدته, ومهدت له الآذان, وأصغت الأفهام إلى الإستحسان.
والرباعيات التي بين أيدينا من القلائد, والفرائد, والنفائس, والبدائع, ليس فيها تكلف, ولاتعسف, ولا قلق, ولا ارتباك, ولا تعقيد, ولا غموض, ولاالتباس, ولا تقصير, وقد بلغت قائلته من الإجادة فوق الإرادة, وهو ما يستحق التنويه.
ولقد سررت بصحبتي لهذا الديوان أيما سرور, وشملني من الاغتباط ما يوجبه ازدواج البشرى لاقتران كل رباعية بأخرى.
والله الموفق والمستعان