هذه المجموعة القصصية
(الأستاذ علام فى سورة الدخان)
للأديب المهندس : (عطية زهري
تخاطب النشء من أبنائنا ، وهي ذات هدف تعليمي تربوي ، تتوفر فيها عناصر التشويق الناتجة عن تلاحق ، وتتابع الأحداث ، وغرابتها ، وتداخل وتناغم العناصر البشرية مع العناصر الخارقة كالجن والعمالقة .
اهتم المؤلف في هذه المجموعة القصصية بثقافة النشء من خلال رؤية ثاقبة ، واعية ، تعرف ما يجب أن يقدم لأولادنا ، وما ينبغي أن يترك ، ولا يمكن لهذه الرؤية أن تنفصل عن المثل العلا والقيم الإسلامية التى لابد أن ينشأ عليها أولاد الأمة لحفز الهمة ، وبناء مجتمعها ، ووضوح شخصيتها
ونفس الطفل في بدء الأمر قابلة لكي تُنقش فيها الأخلاق الكريمة ، مَثلها في ذلك مثل المرآة المصقولة تنعكس فيها الصور الحسنة بجمالها ، وكمالها وتمامها . بل هي كالصفحة البيضاء النقية ، وللمُربي أن ينقش فيها ما يشاء .
وقد اهتم المؤلف بهذه القصص من حيث : الشكل والمضمون ، واللغة والأسلوب ، والعناصر المُصاحبة لكتابة القِصة ، التي تعد مِن أحب ألوان الأدب إلى الأطفال .
وتدور القصص حول : رغبة البطل (الأستاذ علام) للرحيل والمغامرة , وطلب المعالي وراء سور الدخان ، فيواجه مجموعة من المتاعب والمهالك ، والمخاطر ، والصعوبات والأهوال التي تشيب من هولها الولدان ؛ لكنه يتغلب عليها معتمدًا على التفكير ، والعلم , والتدبير ، والشجاعة في مواجهة الصعاب ، وعدم اليأس , أو الإحباط ، وتحمل الإرهاق ، والإجهاد البدني ، والصبر على الألم ، وقوة التحمل , والإيمان بالواحد الأحد ، وبالرسول الأمين المُعلم .
وقد حرص المُؤلف على تضمين النصوص الجوانب الأخلاقية ، والقيم التربوية ، مع تحبيب الصغار في اللغة العربية ، وعمد المؤلف إلى الإغراب في الخيال والمبالغة ؛ لجذب عُقول الصغار وحفز خيالهم ومشاعرهم .
إن الطريق الأمثل في تربية النشء هو تقديم القدوة الصالحة بما يناسب حياة الناشئين في : (الطفولة ، والصِّبا ، والمراهقة ، والشباب ) .
قال I :) وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ( سورة النحل ، الآية (78) .
ويقول الرسول الكريم e : (كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ كَمَثَلِ الْبَهِيمَةِ تُنْتَجُ الْبَهِيمَةَ هَلْ تَرَى فِيهَا جَدْعَاءَ) رواه البخاري .
والإسلام دين يحرص على تكوين المجتمع الناضج ، وتدعيم اللبنة الأولى في البنيان الاجتماعي وهي الأسرة . ومعلوم أن الأمم مجموعة من الأسر وكلما كان الأساس قويًا كان ذلك أدعى لتماسك البناء ، وصلاحيته للبقاء .
وهذه القصص : وهذه القصص تنمى فى أولادنا الانتماء وهو الإحساس الذى يولد مع الإنسان ويكبر معه ويتفرع فى شرايينه ويعيش فى وجدانه ، وهو علاقة أقرب ما تكون بعلاقة الابن بأمه أو أبيه ، وبذلك يؤدى الانتماء إلى تحول الوطنية من ثقافة تلقينية إلى سلوك إنسانى حضارى.
وقد حرص المؤلف على : تقسيم الجُمل إلى فقرات ؛ ليساعد الناشئة على سهولة المتابعة والفهم ، وزوّد النصُوص بمجموعة مِن الرسُوم المُعبرة عن سير الأحداث ، بحيث تُرافق النص ؛ لتوصل الفكرة والمضمون بسهولة ويُسر إلى مدارك الصغار ، وحتى تعمل على إيقاظ الجانب الوجداني والروحي عند أولادنا للاتجاه نحو الخالق بإيمان قوي ، مع شحذ الميول والطموحات وحب القراءة والمثابرة عليها .
وإخراج هذه القصص : رائع , فالبنط في الخط مُلائم ، والمسافات بين السطور والهوامش كافية تولد الإحساس بالراحة أثناء القراءة ، والنصوص طريفة ظريفة خفيفة كُتبت بلغة عربية فصيحة صحيحة راقية ، وتم شرح معاني المفردات في هوامش القصص ، وهو عمل ثلجت له نفسي وانشرح له صدري ، ووجدت به برْد السرور والحبور .
الناقد أميـن مرسي
عضو اتحاد كُتّاب مِصر و كُتّاب آسيا وأفريقيا .